أزمة الهلال والنجمة
رغم مرور خمسة أيام كاملة على الإفتتاح المبهر لدورة الألعاب العربية في نسختها الـ 12، والتي تستضيفها الدوحة القطرية، إلا أن المتابعة العربية للمنافسات والإندماج والتفاعل معها لايزال مخيباً للآمال.
ويأتي العزوف العربي عن متابعة الدورة الـ 12 ومنحها ما تستحقه إعلامياً، على الرغم من أن نسخة الدوحة تستحق أن تتوج بكلمة "تاريخية" نظراً لأنها حصلت هذا العام على اعتراف رسمي من اللجنة الأوليمبية الدولية للمرة الأولى منذ كانت فكرة فحسب في 1947، وخرجت للنور للمرة الأولى في 1953، إضافة لما تحظى به من مشاركة قياسية من الرياضيين العرب تخطت الستة ألاف رياضي، وإجراء المنافسات في 33 لعبة للمرة الأولى.
الإهمال العربي لدورة تشهد كل الأرقام المذكورة، يثير سؤالاً هاماً، يتعلق بما يهم حقيقة الجمهور الرياضي العربي، وهل قضية مثل أزمة "الهلال والنجمة" ورعايتها لقميص الزمالك، أو إعتداء حسين عبد الغني نجم النصر السعودي على لاعب اتحاد جدة مشعل السعيد، والذي تحول إلى قضية جنائية يتم التحقيق فيها حالياً، أهم من متابعة دورة تجمع عدد غير مسبوق من الرياضيين العرب يحاولون الوصول لأفضل الأرقام على المستوى الفردي، وأبرز النتائج على المستوى الجماعي قبل أشهر قليلة من دورة لندن الأوليمبية 2012.
وللإجابة على السؤال المشار إليه، يكفي أن ندرك ما حققته شركة مثل "الهلال والنجم الذهبية" من شهرة واسعة بين الجماهير المصرية حتى دون أن تكتمل الصفقة وتقوم بالإعلان على قميص الزمالك في أزمة بعيدة كل البعد عن الرياضة والأهداف المرجوة منها، كما يمكن فقط الإشارة إلى إهتمام الجماهير بتطورات قضية عبد الغني وأقواله في التحقيق ثم الإفراج عنه بكفالة في أزمة إعتدائه على لاعب اتحاد جدة، وأيضاً الإهتمام المغربي بالإشارات البذيئة لمدرب المنتخب الأوليمبي هناك فيربيك خلال تصفيات الأولمبياد، وغيرها من المواقف التي لا تمت للرياضة أو أهدافها بصلة.
وفي الحقيقة أننا لا يمكن أن نلوم الجماهير وحدها لاتجاهها إلى متابعة مثل هذه النوعية من الأزمات والشغف الكبير بمتابعة تطوراتها، ذلك أن واقع الرياضة في عالمنا العربي يعتبر بمثابة أرض خصبة لهذا، حيث مازلنا نعاني من مستويات هزيلة في الألعاب الفردية إلا في بعض الحالات التي تعد على أصابع اليد الواحدة، ومازلنا بعيدين كل البعد عن الإنجازات العالمية على مستوى اللعبات الجماعية، ومازالت ملاعبنا مليئة بالأحداث الهزلية والخناقات والإختلافات، ومازلت برامجنا الرياضية وتغطية الأحداث مليئة بالصراعات والضرب تحت الحزام، وهو ما يجيب على الأسباب التي جعلت دورة العرب في نسختها الـ 12، أقل أهمية من إعلان على قميص، وأقل إثارة من قصة إعتداء لاعب على زميله في إحدى مباريات كرة القدم