هاهو ممدوح عباس يعود للزمالك من جديد.. فرحة عارمة تعم أرجاء النادي، الجماهير تتنفس الصعداء، والشعارات ترتفع "مرحبا بالاستقرار"، البعض يؤكد أن درع الدوري أصبح أبيضا لا محالة بعد عودة عباس وبداية العصر العباسي الثاني...
وكانت المحكمة الإدارية العليا قد أقرت أحقية ممدوح عباس في العودة لرئاسة مجلس إدارة نادي الزمالك بعد عامين من الإقصاء بسبب قضايا مرتضى منصور ضده.
وتولى رجل الأعمال الشهير رئاسة الزمالك بالتعيين في فترة 2007/2008 خلفا لمرسي عطا الله الذي عينه المجلس القومي للرياضة، خلفا لمرتضى منصور الذي أقيل من منصبه وتم حل مجلسه بسبب سوء السلوك وإثارة الفتن والأزمات.
وفي عام 2009 تم انتخاب ممدوح عباس رئيسا لنادي الزمالك، إلا أنه لم يستطع ممارسة مهامه بعدما حصل المحامي مرتضى منصور على حكم ببطلان نتيجة الانتخابات، بعد فشله في المنافسة مع الرئيس الفائز، ومنذ ذلك الحين عين المجلس القومي للرياضة المستشار جلال إبراهيم لتولي مقاليد الرئاسة لحين الفصل في قضايا عباس ومنصور، وإجراء انتخابات كان يفترض أن تتم في يوليو 2011.
خزينة سرية ومنذ مطلع القرن الـ20 كان ممدوح عباس يعمل من الخلف كخزينة للنادي، ولكن دون تولي مناصب الإدارة، حيث تولى الإنفاق على معظم صفقات النادي، أو هكذا أكدت التقارير الإعلامية، حيث أن هناك العديد من الصفقات كان ورائها الأسيوطي صاحب شركة السجاد الزمالكاوي.
ولعل آخر البطولات والألقاب التي حصل عليها الزمالك كانت في نهاية الفترة التي تولى فيها عباس حكم الزمالك معينا، حيث حمل الفريق لقب كأس مصر بعد الفوز على إنبي في المباراة النهائية 2-1 تحت قيادة المدرب الهولندي رود كرول.
وطوال فترة عباس تولى مد الفريق بالعديد من الصفقات، فكان وراء التعاقد مع أغوغو نجم المنتخب الغاني، الذي جاء إلى مصر فعليا لقضاء أجازة، حيث لم يكن مؤثرا مع الفريق الأبيض، كما تكفل بإعادة أحمد حسام ميدو من إنكلترا، وهو أيضا لم يعطي للزمالك نهائيا.
هذا بالإضافة إلى صفقة محمود فتح الله، ومن بعده عمرو زكي، وترضية شيكابالا، وهاني سعيد، وغيرها من الصفقات الصغيرة التي لم تفد الزمالك على المستوى الفني، كما أضرت بالفريق على المستوى المادي.
وتعاقد النادي مع مديرين فنيين ذائعي الصيت أمثال رود كرول الهولندي والفرنسي هنري ميشيل إضافة إلى المدربين أبناء الزمالك.
ولعل الفرحة العارمة بقدوم ممدوح عباس ليست مبررة إلى حد كبير فالفريق لم يكن في أفضل عصوره في عهد رجل الأعمال الشهير، وتخبط النادي في المدربين واللاعبين، وفشل في الحصول على لقب الدوري.
كما امتلأت فترة عباس بصراع إعلامي ضخم بينه وبين المحامي مرتضى منصور الذي خرج مجلسه مُنحلا، ويأتي مكانه ممدوح عباس، ثم خسر في الانتخابات أمام الرجل نفسه فيما بعد، ولم تهدأ تلك الفترة من مشادات كلامية وتصريحات ساخنة من الثنائي.
عباس العاطفي ويعيب عباس العاطفية، والاندفاع الشاعري في التعبير عن حب الزمالك والدفاع عنه، وهو الأمر الذي يجعل منه صيدا سهلا للإعلام.
كذلك يعيب عباس سعيه للصفقات الدعائية، التي ينفق فيها الملايين ولا يستفيد النادي منها بشكل كامل نتيجة إجرائها دون دراسة، أمثال الغاني أغوغو الذي أنفق فيه النادي الملايين ولم يستفد منه، كذلك الحال بالنسبة للاعبين محليين أنفق عليهم عباس الملايين ولم يعطوا للنادي أو يضيفوا البطولات لخزائنه باستثناء كأس 2008.
ولكن على الجانب الآخر فعباس هو المنقذ الحقيقي والفارس الذي ينتشل الزمالك من أزمته الحالية، التي وضعها فيه مجلس جلال إبراهيم، بعدما ضرب عدم الاستقرار جنبات فريق كرة القدم نتيجة عدم حصول اللاعبين على مستحقاتهم وهروب حسين ياسر محمدي، ثم حازم إمام، وتمرد عمرو زكي وتهديد محمد عبد الشافي.
عموما عاد العصر العباسي الثاني الذي ينتظر الزمالكاوية أن يكون أكثر وردية من الأول، ونورا من عصور الظلام الأخرى، فهل يتحقق الحلم، ويصاحب عودة رجل الأعمال الشهير الحصول على أول لقب دوري في العقد الثاني من الألفية الثالثة؟